زمن قاطع

 

شعر : الدكتور منير توما

كفرياسيف

يلاحقُنا الزمنُ كلَّ يومٍ

ولا ندري في ثوانٍ أو دقائقَ

تنبضُ قلوبُنا نحوَ نهايةٍ

تنتظرُ أعزاءَ نفوسَهُم نفارقْ

لكنَّ الذكرى في الخيالِ لا تخبو

وغصّاتٌ في الحُلوقِ

تَسْتَنْزِفُ ذوقًا رفيعًا

يستحيلُ طعمًا حارقْ

وكم نَدَبْنا حظوظًا

حَسِبْنَا دوائرَها دُولابًا لائقْ

دونَ أن نعي أن الزمنَ

يكسرُ أغصانًا واشجارًا بإيلامٍ فائقْ

ونحنُ نعدو بشوقٍ

نحو أيامٍ تسخرُ منّا كلَّ ساعةٍ

والكلُّ يحلمُ بأَمَدٍ لاحقْ

ولا أحدٌ يجرؤ أن يزعمَ

أنّهُ من ذلكَ واثقْ .

***************************************************************************************************************

عامٌ مضى

شعر : الدكتور منير توما

كفرياسيف

يا عاميَ الماضي

كم ضيّعْتَ من الأماني

وكم خيّبتَ مِن آمالي ،

فأنا أهوى الحياةَ

استثمرُ فيها أغلى الخِصَالِ

وجَهْلي بها مِنَ المُحالِ

لكنّكَ يا عامُ

قد كُنتَ غادرًا

ولم تَرْعَ المأمولَ مِن وصالِ

ولم تكن أمينًا على أيامٍ

لو صُنْتَها لجادتْ بالجمالِ

ولأشْرَقتْ شمسٌ على أُناسٍ

يشتاقونَ الى دفءِ الرمالِ

بعدَ أنْ فقدوا نسائمَ فوّاحةً

داعَبَتْهم من الشمالِ

فيا ليتكَ يا عامَنا الجديد

تزيلُ سحابةً من سماءِ الكمالِ

وتُحيي أحلامًا تُبَشّرُ بحُريّةِ النساءِ والرِجالِ

دونَ أن يكونَ المُحِبُّ هيّابًا

أنْ يعانقَ الأحبابَ ، وقلبُهُ توّاقٌ للنَوالِ

وها نحنُ يا عامًا مُقبِلًا

نقفُ على أبوابكَ ، راجينَ أن تُجيبَ عن السؤالِ

وتَطْرُدَ ضِيْقًا طالما تمنيّناهُ بالزوالِ .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم